بسم الله الرحمن الرحيم.
في ظل المطالبات بحقوق المرأة...تبرز لنا صورة عظيمة لإمرأة عظيمة تطالب بحقوق النساء الحقيقة أمام نبي الأمة وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم..ويصغى لها وهي تسرد مطالبها، وتبرز جهودها داخل بنيان الأسرة.
تلك المرأة هي: أسماء بنت يزيدالانصارية.
وهذه نبذة عن سيرتها التي سطرها التاريخ:
الصابرة المؤمنة أسماء بنت يزيد بن أبكر الأنصارية تلقب بـ خطيبة النساء.
إشتهرت بالفصاحة والبيان والحجة، روت 81 حديثا من المبايعات إستشهد أباها وأخاها وعمها وابن عمها يوم أحد فخرجت تنظر إلى سلامة رسول الله صلى الله علية وسلم وهو قادم من أحد وعندما رأته سالما قالت: كل مصيبة بعدك جلل!!
وإليك قصة وفودها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوارها معه كما رواها البزار والطبراني في معجمه وإن كان في سندها مقال لكن له شواهد تقوية:
عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الاشهل، أنها أتت النبي صلى الله علية وسلم وهو بين أصحابة، فقالت: بأبي أنا وافدة النساء إليك وأعلم -نفسي لك الفداء- أنه مامن أمرأه كانت في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أولم تسمع الاوهي على مثل رأيي: إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فأمنا بك وبإلهك وإنا معشر النساء مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وأنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وأن الرجل منكم إذا خرج حاجا أومعتمرا أومرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا أولادكم أفما نشاركم في هذا الخير يارسول الله؟.
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجه كله ثم قال: سمعتم مقالة امرأة قط أحسن ظنا، أن إمرأه تهتدي إلى مثل هذا فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إنصرفي أيتها المرأه وأعلِمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل أحداكن لزوجها وجلبها لمرضاته وإتباعها موافقته يعدل ذلك كله، قال:فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر أستبشارآ..
ولي وقفة بل وقفات مع هذا الحديث:
= أولا: تأمل في هذا الخطاب البليغ الذي جمع السلاسة والإيجاز ولفت الأنظار وإثارة عنصر التشويق لما ستقوله وما تطالب به، وبيان الغاية منه في ألفاظ قليلة جمعت المعاني في أبلغ عبارة وأجمل أسلوب.
= ثانيا: إستماع رسولنا صلى الله عليه وسلم وإنصاته لهذه المرأه وهي تبسط القول في بيان ماتريدة من الحق والإنصاف لها ولجميع من خلفها من النساء.
= ثالثا: مالهدف الذي تسعى له من خطابها؟
هل تريد الحرية على أوامر الله والإعتراض على شرعة والتفلت من الواجبات؟!
أم تريد التبرج والسفور؟!
أم تريد المال والعطاء والدنيا الزائلة؟
أم تريد إنتزاع القوامة من الرجل؟
لقد صاغت مرادها وخلاصة كلامه في عبارة واحدة -فمالنا من الأجر؟؟؟
نعم تلك المرأة الربانية لم تسعى للدنيا وحظوظ النفس والتمرد على شرع الله وحكمه، إنما كانت تريد أجرها عند الله ومكانتها عنده..
فهي تطلب حقها الذي أعطاها ربها وخالقها...ولا تريد سواه.
= رابعا: لفتة عظيمة لدور المرأة في بيتها ذلك الدور الكبير الذي غفل عنه دعاة الحقوق ودعاة التحرير وأعداء المرأة حيث سموها عاطلة! ونظروا لها بنظرة الدونية والإحتقار.... وأعتبروا إمتهان وتحقيرللمرأة غافلين ومتغافلين عن هذا العمل الذي لو لم تقم به المرأة لضاع المجتمع وتفككت أركانه ولهذا الله تعالى سمى المرأة سكنا {لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} -ومعنى لتسكنوا إليها أي: لتأوواالى الأزواج -زاد المسير 6/295، فإذا أصبح السكن منعدما فأين يسكن الرجل وأين يأوي؟
تأمل هذه العبارة في حديث أسماء:
ـ قواعد بيوتكم، وكيف للبنيان إن يقوم إن لم تكن له قاعدة.
ـ ومفضى شهواتكم وهذا مدلول قولة تعالى: {لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة رحمة} إن الرجل بحاجة إلى السكن إلى العطف والحنان والحب يجده في بيته وعند زوجته التي تقوم برعاية بيته وأطفاله لتنتظره عند عودته بالحب والحنان والرحمة وهذة آية من آيات قدرة الله وعظمتة.
* واخيرآ:
هذه البشارة التي بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء لتحملها إلى كل امرأه بعدها وفي زمانها والى أن تقوم الساعة «أن حسن تبعل أحداكن لزوجها يعدل ذلك لفطرتها».
وهذا من عظيم رعاية الإسلام للمرأه فالمرأه لم تطالب بأعمال شاقة ومخالفة مراعاة لطبيعتها... وإكتفاء بما تقوم به من أعمال إدارة الأسرة ورعايتها وإنجاب الذرية.
ومع ذلك فقد أكرمها الإسلام فأعطاها مثل ما للرجل من الأجر والثواب لتفرح بما عند الله ويطمئن قلبها بأن الله أكرمها وأجزل لها الجزاء وهي في بيتها ساكنة وهي قد لزمت بيتها مصلية عابدة قانتة مطيعة لربها وخالقها مراعيه حق زوجها.
فليحذر أعداء المرأه وأصحاب الشهوات، وأصحاب الفكر المنحرف والنفاق الدفين، من التمرد على شرع الله تحت ستار حقوق المرأه فقد ألقمهم نبينا الحبيب حجرآغصت بها حلقوهم، وشاهت بها وجوههم.
الكاتب: د.قذلة القحطاني.
المصدر: موقع أنا مسلمة.